إنّ سرد القصص المفيدة لأطفالنا سواءٌ قبل النوم أو غيره يُساعدهم كثيراً على فهم أمور الحياة، ويتعرّفون أيضاً على الطبائع المختلفة للإنسان والحيوانات، ويُميّزو كذلك بين الخير والشر حتى يتمكّنو من مواجهة العالم بعقولهم الصغيرة والتي بدون خبرة، وفي التالي نتناول “حكايات وحواديت الأسد مع بعض الحيوانات” وهي من قصص الأطفال الهادفة المفيدة، نتمنّى أن تنال رضاكم وان تستمتعوا وتستفادوا بها.
قصة الأسد المغرور وحكمة أب للأطفال من اجمل القصص للاطفال
في غآبةٍ بعيدةٍ جداً عن هنا.. غآبةٍ كانت تحوي جميع أنواع الحيوانات – الكبير والصغير، الطويل والقصير، القويُّ والضعيف – وكان ملكها الأسد يعيشُ مع أسرته وابنه الشبل الصغير، ولكن لم يكن الأسد سعيداً ولا مسروراً بإبنه الذي كان مُندفعاً مغروراً على الحيوانات، وكان الأسدُ يُراقب شبله الصغير كُلّ يومٍ وهو يُعاملُ باقي الحيوانات بغطرسةٍ وتكبُّرٍ شديديْن ويتباهى بنفسه وقوّته وأنّه سيصيرُ ملكاً للغآبةِ ذات يوم.
أصابُ الأسدُ الكبيرُ الغضبَ الشديدَ ذات يومٍ من صنيعِ ابنه الصغير، فجلس معهُ وهو يقول : “يا بني ! إنّي أخشى عليك من عواقب تكبُّرك وغرورك، وأخافُ عليك من أن لا تجد من الحيوانات من يقفُ بجوارك ذات يوم” وأكمل الأبُ كلامه قائلاً : “فالغرور يا صغيري كثيراً ما قتل صاحبه، والمتواضع يُحبُّه الجميع ويقفون بجواره متى احتاج إليهم” ولكن كالمعتاد لم يسمع الصغيرُ لكلام أبيه ولم يهتم لأي شيءٍ قاله.
وذات يومٍ دعا الأبُ ابنه الصغير لأن يتنزّها سويّاً في الغآبةِ الكبيرة، وأثناء سيرهما تحت أحد الأشجار، إذ بهما يُشاهدان قرداً صغير يلعبُ ويلهو فوق الأغصان وهو يأكل الموز الطازج، وما أن رآهُ الشبلُ الصغير وهو على هذه الحالة، إذ بدأ بنهرهِ والصياح والصُّراخ فيه، كما اتّهمه الشبل الصغيرُ بكونه عديم الأدب والتربية وعديم الذوق ولا يتحرم الملوك حينما يمرُّون من أمامه، وأخذ الشبل يسبُّ ويشتمُ القرد الصغير حتى انهار القردُ من البكاء من كلام الأسد الصغير.
وفي تلك اللحظة نظر الأبُ نظرة غيظٍ إلى ابنه وهو يقولُ له : “هل تظنُّ أيُّها الشبلُ الصغيرُ بأنّك أقوى حيواناتِ هذه الغآبة؟”
وهنا ردّ الصغيرُ قائلاً : “بالطبع يا ابي، لا يوجد من هو أقوى منّي في هذه الغآبة” ردّ الأسدُ على ابنه الصغير قائلاً : “لا انت مُخطيء يابني، هناك من الحيوانات من هو اشدُّ قوّةً منك، انظر إلى ذلك القرد الصغير، إنّه أقوى منك، حتّى إنّه قادرٌ على منعك من النوم” فضحك الأسدُ الصغير من كلام والده غير مقتنع وهنا ردّ القردُ الصغيرُ قائلاً : “لا تتعجرف أيُّها الشبل، فكما قال والدك، إنّي قادرٌ على منعك من النوم ليلةً كاملة”.
فقال الشبلُ وهو يستشيطُ غضباً : “انت أيُّها الحقير من سيمنعني من النوم، يالك من وغدٍ متكبرٍ، فوالله لإن وقعت تحت يدي، لا أتركك حتى أسلخ جلدك عن عظمك” فردّ القردُ الصغيرُ بسخريةٍ قائلاً : “حسناً..خذها مني، لن تتقابلَ جفونُ عيناك الليلة أبدا = لن ترى النوم هذه الليلة ابداً حتّى تتوسّل إلي أن أدعك” وبعدها لاذ القردُ بالفرار والشبلُ الصغيرُ يتوعّده بالقتل إن رآه وعاد الأسدُ مع ابنه الصغير إلى البيت.
وما أن بدأ الظلام يحلُّ على الغآبة، إلّا واستلقى الشبلُ الصغيرُ أمام العرين بانتظار ذلك القرد، وأخذ يدور هنا وهناك ويلتفُّ حول العرين ويختبئُ بين أغصان الأشجار باحثاً عنه بجدٍ وعزمٍ ونشاط، وبدأ القلق يتسلّلُ إلى الشبل الصغير بعد مُنتصف الليل، وأخذ الأسدُ ينظر إليه حتّى أشرقت شمسُ يومٍ جديد، وفي صباح تلك الليلة، قال الشبلُ لأبيه : “كما أخبرتك يا أبين لم يتجرأ ذلك المسخُ الصغيرُ على الاقتراب حتى من العرين، وارتعبت فرائسهُ مني حين هدّدته بالقتل”.
لم يلبث صديقنا الشبلُ الصغيرُ يُكملُ كلامهُ حتى سمع القرد الصغير يُلقي عليهما التحية وهو يقول : “يا ملكنا، لقد نفّذتُ ما وعدتني به ومنعتُ الأسد الصغير من النوم طيلة الليلة الماضية، كما أنّي تمكّنتُ من فعلها ولم آتي بنفسي لأنّي كنتُ أغُطُّ في نومٍ عميق، ولكن ارسلتُ من يمنعه من النوم كما وعدتك” فردّ الأسدُ الصغيرُ وهو يقول : “يا لك من كاذبٍ حقيرٍ ايُّها القرد، فأنا لم أرى احداً، لقد كنت مُستيقظاً طوال الليل ولم ارى أحداً أيُّها المحتال الكذاب”.
وهنا ضحك الأسدُ والقردُ قائلاً : “لقد اعترفت يا صغيري بعدم نومك الليلة الماضية، وأما من أرسلتهُ إليك ليمنعك من النوم ولم تره فهو – الخوف – فقد أصابك الخوف والهم طوال الليل وكنت تُفكّر كيف ستمنعني من تنفيذ ما وعدتُ به” وبعد أن أكمل القردُ الصغيرُ كلامه استأذن وانصرف.
العبرة من قصة الاسد المغرور وحكمة أب
وهنا نظر الليثُ لشبله الصغيرُ وهو يقول : “إيّاك أن تحزن يا صغيري، وقد كان لزاماً عليّ أن أُعطيك درساً فقد أبرمتُ اتفاقاً مع القرد الصغير لتقتنع بأنّ القوة ليست في الجسد فقط، ولكن القوة الحقيقية تكمن في النُّبل وفي التفكير السليم وحسن التصرف.”
لمكن يُحبّون القصص المصورة المليئة بالصور، إليكم أروع مجموعة حكايات قدّمها موقع الطفل المسلم عن قصص الاطفال المصورة والقصيرة قبل النوم .. استمتعوا بها.
قصص طويلة للاطفال مكتوبة قبل النوم – قصة أصحاب الفيل للأطفال ?
قصة الاسد والفار مكتوبة بالعربية مع الصور
في غآبةٍ من الغاباتِ البعيدة، كان هناك أسدٌ قويٌّ يحمكها، وذاتَ مرةٍ ارتطمَ به جُرذٌ صغير وهو نائم، فانزعج الملكُ كثيراً من هذا الجرذ الحقير، وأمسكه الأسد من ذيله وهو يقولُ لهُ: “ألا تدري أيُّها الصلعوكُ الحقير بأنّ ملكك نائم، فأنّى لك الإقترابُ من عرينهِ وازعاجهِ بهذهِ الطريقة”.
وعلى الفور أدركَ الفأرُ الصغيرُ بأنّ نهايتهُ حتميّةً بينَ أفكاكِ هذا المفترس الذي لا يرحم، وحاول الفأرُ كثيراً استمالةَ الأسد قائلاً: يا جلالةَ الملك، لا أحد بهذه الغآبة الشاسعة لا يعرف مدى قوّتك وعظمة ملكك، وإنّي مجرد فأر صغير لا حيلة لي ولا قوّة ولا أصلحُ حتى أن أكون وجبةً لفخامتك، وإنّي لا أريدُ أن أُلوّث يدا فخامتك بدماءِ حقيرٍ مثلي، فاعفوا عنّي ودعني أعود لزوجتي وصغاري.
وبلهجةٍ أقربُ إلى السُّخرية قال الأسدُ للفأر: ولم تظنُّ أيُّها الحقير بأني قد أدعك بدون حساب، وانت الذي قلّل من راحتي وأزعج نومي؟ وبعد لحظاتٍ صرخ الفأرُ المسكين مُستغيثا: “سيدي الملك، جميعنا في هذه الغآبةِ من صغيرنا لكبيرنا يعلمُ مدى قوّتك وبطشك، وإنّي أترجّى جلالتك أن تغفر لي ذلّتي هذه المرّة فقط، فربما تحتاجني ذات يوم”.
انطلقت من الأسد صيحاتُ ضحكٍ قوية قائلاً للفأر الحكيم : “أنا أحتاجُ إليكَ أيُّها الصغيرُ الحقير؟ كيف تتجرأُ أيُّها الوغد التافه على التفكير في شيءٍ كهذا؟” وبعد سماع الفأر هذا الكلام حاول جاهداً إظهار بعض الشجاعةِ وهو يقولُ للأسد: “اتركني أرضاً يا جلالة الملك وسترى بعدها كيف ستحتاجني”.. رمى الأسد الفأرُ الصغيرُ أرضاً وهو يقول: “سأدعك الآن وشأنك ولنرى أيُّها الصغيرُ كيف سيحتاجك ملك الغآبة”.
وانطلق الفأر مُسرعاً بعيداً عن العرين بعد أن أطلقه الأسد قائلاً: “سلاماً أيُّها الملك وتأكّد تماماً بأنّي سأكون في خدمتك متى احتجتني”..لم تمرّ عدة أيامٍ حتى نصب أحدُ الصيّادين شباكه ولسوء حظ ملك الغآبة القوي، كان هذا الفخٌ من نصيبه، فقد سقط في أحد الشباك المتينة، وبدأ ملكنا بالزّئير والاستغاثة حتّى سمعهُ الفأر وأتاهُ مُسرعاً.
وما أن حضر الفأر ورأى الأسد في هذه الشباك، حتى بدأ الفار الذكي بقرض الشبكة بأسنانه القوية حتّى تمكّن بالفعل من فتح ثقبٍ تمكّن الأسدُ من خلاله الهروب..
العبرة من قصة الأسد والفأر
واتّجه الأسدُ بعدها إلى الفأر الصغير في خجلٍ شديد قائلاً: “لقد علّمتني أيُّها الفأرُ درساً قيّماً وهو أنّه مهما بلغت قوتنا وسلطتنا فلن نتمكن أبداً من الحياة على هذا الكوكب بدون مساعدة الصغار ، فجميعنا بحاجةٍ إلى المساعدة”.
قصص اطفال قبل النوم ? – 12 من أروع الحكايات للاطفال الصغار
? قصص الثعلب ? | قصة الثعلب و (الدجاجة?-الغراب?-الديك?)
قصة الأسد والقنفد – قصة قبل النوم
ذات يوم وبينما كان الأسدُ ملك الغآبة يسيرُ بمفرده يُفكّرُ في أمور وتقلُّبات الحياة، إذ به يُقابل قنفذاً صغيراً، فدعاه الأسدُ لزياردة منزله، ولم يتردّد القنفذ وسار مع الأسد كثيراً في الغآبة حتى وصلا إلى عرين الأسد، وهناك رأى القنفذ قصراً فاخراً مبني من الذهب والياقوت..
وبالقرب من ذلك العرين، تتواجد بُحيرة جميلة بها ماءً عذباً وبجوارها مجموعةً من الحدائق الحضراء، فأُعجب القنفذ الصغير كثيراً بذلك القصر الذي يُطلُّ على الأنهار والأشجار الخضراء الكبيرة.
وما أن رأى الأسد نظرات الإعجاب على وجه القنفذ حتى قال له : “من الآن هذا منزلك ياصديقي، يُمكنك زيارتي متى ما أردت وستجدني أُرحّبُ بك دائماً” وحينما ازداد فرح القنفد كثيراً وأراد أن يُري الأسد منزلهُ هو أيضاً فدعاه ووافق صديقنا ملك الغآبة على الفور.
وهكذا انطلق الأسدُ والقنفذ معاً في الغآبة حتى وصلا إلى كومةٍ من العيدان والتبن، بجوارها القش والحفر ولا يُوجد بجوارها أي أشجارٍ أو أزهار، وهناك توقف القنفذ وهو يقول للاسد متفاخراً : “لقد وصلنا إلى منزلي يا صديقي” فنظر الأسدُ حوالهُ مُستعجباً وهو يقول : “أين هو ؟، لا أرى شيئاً !”.
وبفخرٍ أشار القنفذ إلى كومة القش الكآئنة امامهما وهو يقولُ مُفتخراً : “هذا هو قصري يا سيّدي الملك انظر إلى جماله !” وهنا رقّ قلبُ صديقنا الأسد وقال للقنفد الطيب الراضي بحاله : “لم لا تأتي وتعيشَ معي يا صديقي القنفذ وأن تصير شريكي وجاري الجديد” شكر القنفذ صديقه الأسد كثيراً وهو يقولُ له : “لا أستطيعُ ياصديقي، فهذا منزلي وقصري، وفيه وُلدتُ وفيه وُلد أبنائي وأحفادي وفيه اموت، وإن لم يكن من الذهب والجوهر النفيس، إلّا أنّي لن أفارقه وسأعيشُ فيه للأبد في فقرٍ أو ثراء”.