قصة الضيف الطماع للاطفال جميلة ومُفيدة

السلام عليكم وحياكم الله متابعي موقعنا الكرام من كل بقاع الدنيا، قصّة الليلة وراءها الكثير والكثير من العبر المفيدة وهي بعنوان “قصة الضيف الطماع” نتمنّى ان تنال رضاكم وأن تستمتعوا وتستفادوا بها.

أحداث قصة النجار والضيف الطماع

أحداث قصة النجار والضيف الطماع

في قريةٍ سعوديةٍ جميلةٍ وهادئة، تُطلُّ على السهول الشاسعة والمساكن الخضراء الجميلة، نجّار اسمهُ “عاصم” وكان نجاراً بارعاً جداً وذا همةٍ ونشاط، وأسرتهُ تتألفُ فقط من زوجته الجميلة وأولاده الأربعة : كريم ومحمد وندى وأمل، وكان صديقنا عاصمٌ يُحبُّ عائلتهُ وعملهُ أكثر من أي شيءٍ آخر في هذا العالم، وكان عاصم لا يهدأُ أبداً طُوالَ النَّهار وهو يقومُ بما يُحبُّ وهو عملهُ كنجّار، فكان لا يمرُّ إنسانٌ من أمام مصنعهِ إلّا ويتوقّفُ ليُشاهد نشاط عصام في عمله.

نشاط النجّار عاصم ومحبة الناس له

فكان الجميع يسمعُ صوتَ نعالهِ هُنا وهناك أو خشّة منشاره، فكان الجميع يقفُ ليرى ما يصنعه هذا النجّار من صناديق خشبية قوية وأبوابٍ رائعة والكثير من المشغولات الخشبية والتي لا غنىً عنها في أيّ بيت.

نشاط النجّار عاصم ومحبة الناس له

وكان النّاسُ يشكرون عاصم جداً على مهارتهِ العالية وجودة مصنوعاته وخفة يده، وكان صديقنا عاصم النّجار الأمين بعد انتهائه من صناعة ما يحتاجهُ النّاس من لوازم خشبية لبيوتهم ومحلاتهم، حملها بنفسه وذهب بها إلى أصحابها في القُرى المجاورة، وعاد بجيبٍ مليءٍ بالمال فيشتري لأسرتهِ كُلَّ مطلباتهم من الخُضَر والفواكه الطازجة، ثم يعودُ مُسرعاً إلي بيتهِ مُرتاحَ البالِ مسرورا.

قصص طويلة للاطفال مكتوبة قبل النوم – قصة أصحاب الفيل للأطفال ?

صديق عصام يزورهُ في بيته

صديق عصام يزورهُ في بيته

وكان لصديقنا عاصمٌ النّجار صديقاً قديماً اسمه يوسف يشتري منه عاصم الخُضَر والفواكة دائماً. وذات مرةٍ دعاه عاصم لزيارة بيته في القرية، ففرح يوسف بهذه الدعوة الجميلة، وفي نهاية ذلك الأسبوع ركب يوسف دآبّته حتى وصل لبيت صديقنا النّجارُ عاصم، وبطرقةٍ خفيفةٍ من عصاهُ فتح له أحدُ أولادِ عاصم، ودخل يوسف فوجد عاصم هو وأولاده، فبدأ عاصم بتقديمه لزوجته وأولاده، ثم قدّم يُوسف لهم سلّةً من الفواكه الطازجة، هديةً بسيطة لهذه الزيارة.

وكعادة أهل قُرى السعودية المشهورين بالكرم وحسن الضيافة، قدّمت زوجة النجّار عاصم لضيفهما شراب الليمون الطّازج، ثم تلت ذلك بتقديم القهوة العربية التي لا تُقاوم.. وجلس عاصم يتحدّث مع ضيفه في هدوءٍ وإيناس، وذلك طبعاً بعد أن أوصى عاصم الزوجة بتحضير غداءٍ يليقُ بضيفهم، فذهبت المرأة الكريمة وقامت بذبح دجاجاتها الخمس لتقوم بطهيها بعناية من أجل تقديم غداءٍ يلقى قبول هذا الضيف العزيز في هذه المناسبة.

قصة الضيف الطماع مع العائلة حول المائدة

قصص مفيدة للاطفال

جهّزت زوجة صديقنا عاصم الدجاجات الخمس، وقامت بحشوها جميعاً بالأرز واللحم المفروم واللوز، وبعدها وضعت الدجاجات بقدرٍ وقدّمت الدجاجات للنار الهادئة لتقوم النار بما عليها أن تقوم به راجيةً الله أن تكون هذه ألذُّ خمس دجاجات على الأرض، وبعد أن نضج الطعام دعت الزوجة الجميع للجلوس حول المائدة لتناول طعام الغداء، فجلس أفراد الأسرة جميعاً ومعهم الضيف يوسف، فنظر يوسف إلى الدجاجات فوجدها خمس بينما عدد الجالسين حول المائدة سبعة فقال يوسف الضيف لصاحب البيت عاصم: “كيف ستقوم بتقسيم هذه الدجاجات الخمس؟”

الضيف الطماع يُقسّم الدجاجات الخمس

ردّ عاصمٌ على صديقة يوسف قائلاً: “فلتقسمها أنت أيها الصديق، فأنت الضيف هنا ولك حرية الاختيار” فقال الضيف: “إذن فلأخيّركم بين أن أقسّمها زوجاً أو فُرادا” والضيفُ يقصد بالزوج الأعداد: اثنين واربعة وستة وثمانية…ويعني بقوله فرادا أي الأعداد: واحد وثلاثة وخمسة وسبعة..

الضيف الطماع يُقسّم الدجاجات الخمس

فأجاب الحضور، فلتقسمها بالزوج أيُّها الضيف، فقال يوسف:”فليجلس كريم ومحمد قرب والدهما، ولتجلس الفتاتان قرب والدتهما” وبعدما نفّذ الجميعُ ما أمر به الضيف، وأصبح هو وسط المجموعتين، فقال يوسف: “انت يا سيد عاصم وولداك كريم ومحمد ودجاجة تُصبحون بذلك أربعة، وانتي يا سيدتي وابنتاكي ودجاجة تصيرون أيضاً أربعة، وأنا وثلاث دجاجات نصبح أيضاً أربعة”

فصرخ الجميع وصاحوا قائلين: “لا، لانقبلُ بهذه القسمة أبداً، فلتقسمها ياضيفنا العزيز فراداً”

فقال يُوسف الضيف: “لا بأس بذلك أبداً، فعاصم وكريم ودجاجة يصيرون ثلاثة، بالفرد، والزوجة ومحمد ودجاجة يصيرون ثلاثة، وندى وأمل ودجاجة يصيرون أيضاً ثلاثة، وأنا ودجاجتين نصير كذلك ثلاثة، ووالله لن أعود عن هذه القسمة ابداً، ولن أُغيرها”

دروس نتعلّمها من قصص الطمّاعين

وضع يوسف الدجاجتين أمامه على الطاولة وشرع بأكلهما معاً، قضمةً من هنا وأخرى من هناك، حتى انتهى منهما والجميع ينظر إليه، وهكذا اضطر صديقنا عاصم وأولاده أن يقتنع كُلٌ منهما بنصف دجاجة بعد هذه القسمة الجآئرة، وبعد أن عاد هذا الضيفُ الطمّاع إلى بلده.

انتهز عاصم الفرصة ليُعطي أولاده درساً قيّماً مما حدث معهم الليلة قائلاً لهم: “تلك اللوحة التي رسمها صديقي يوسف لا أريدها أن تعلق بذهن أي أحدٍ منكم يا أولادي، فهذه الطريقة التي اتبعها يوسف هي من طرق الطمّاعين، ولا يجب علينا الحزن لأنّه ضيفنا، ولكن علينا أن لا نلجأ لمثل هذا العمل في حياتنا، فالطمّاعين لا مكان لهم والجميع ينفر منهم”..وبعدها ضحك الجميع من صنيع هذا الضيف الطماع.

قصص اطفال قبل النوم طويلة ومشوقة – قصة الأنف العجيب ?