السلام عليكم وحياكم الله صغارنا في كل مكان مع مجموعة مميّزة كالعادة مقدمة من موقع الطفل المسلم عن المحتاليين، ونتناول 3 قصص من أفضل القصص الموجودة على الانترنت عن المحتالين ونأخذ منها العبرة والعظة في نهاية كل قصة..استمتعوا
تلخيص قصة المحتال والمغفل من كتاب كليلة ودمنة
تبدأُ قصّتنا هذه بعد ان اتفق أحد المحتالين على أن يعمل في التجارة مع أحد المغفلين، وبعد أن قرّر المغفلُ والمحتال أن يُسافرا ببضاعتهم لسوق المدينة من أجل بيعها، صار كلٌ منها في طريقه الى السوق وهو يحلمُ بالذهب والمال الذي سيكسبه جرّاء تجارته، وما أن وصل الإثنين إلى واحةٍ خضراء بها أشجارُ النخيل وبركة ماء، فنظر المحتالُ للمُغفّل قائلاً : “دعنا نرتاحُ قليلاً ما تبقّى لنا من ساعاتٍ حتّى الصباح في هذه الواحة” فوافق المُغفّل على ذلك.
فنظر إليه المُخادع مرةً أُخرى وهو يقول : “إذا فلتُساعدني، في إنزال البضاعة عن ظهر الحمير حتى ترتاح هى الأُخرى” فقال المُغفّل : “سأذهبُ انا إلى إحضار بعض الأخشاب من الواحة هناك، حتّى نتمكن من التدفئةِ ليلاً” وقال المحتال المخادع : “وأنا سأقومُ بإشعال النيران من لنتمكّن من تحضير الطعام”.
وأثناء قيام المُغفّل بجمع بعض الأخشاب وتقطيعها إذ به يجدُ كيساً ثقيلاً وما أن قام بفتحه حتى أصابتهُ صدمة ممّا رآه، إذ عثر المُغفّلُ على كيسٍ به 1000 دينار بعد أن قام بعدّه، فأصابهُ الفرح وقام على الفور بتخبئة الكيس بين طيّات ملابسه، وعاد سريعاً إلى صديقهِ المُحتال وهو يحملُ الخشب على ظهره.
وما أن شاهدهُ المحتال حتى شكّ في أمره، وقرّر أن يعرف ما يُخبّئهُ المغفّل وراء ارتباكه الشديد فقال له : “لقد تأخرت يا صديقي في إحضار الأخشاب، فهيّا بنا سويّاً نُشعل النيران من أجل تحضير الطعام” وأشعل الاثنين النار وتناولا معاً ألذّ طعامٍ قد صنعتهُ أيديهم، وقرّر المُحتالُ أن يخدع صديقه المغفل ببعض الكلام المعسول عن مدى ما سيكسبانه من وراء التجارة، وعن كمية الذهب والدنانير التي سيحصلان عليها جرّاء تجارتهما وذلك ليطمئن له المغفل، فردّ المُغفّل قائلاً : “إذاً ياصديقي فلننم باكراً، وذلك لنستيقظ في الصباح ونذهب سريعاً إلى سوق البلدة”.
ونام الرجلان في ليلتهما حتى بزوغ الفجر، وفي صباح اليوم التالي قاما لاستكمال رحلتهما الى سوق البلدة، وحينما وصلا السوق وحان وقت العمل، أظهر المحتالُ براعةً في التجارة وباع أغلب البضاعة بسعرٍ رائع، وهو ما زاد إعجابُ المغفل به، وأثناء عودتهما بعد يومٍ طويل، أراد المُغفّلُ أن يقتسم ربح ذلك اليوم مع المحتال الذي باع كثيراً، فنظر المحتالُ المخادعُ إليه وهو يقول : “ألسنا شريكين في رحلتنا الطويلة هذه ياصديقي؟ وكلُّ ما يحدثُ لنا نتقاسمهُ سويّاً في السراء والضراء”.
وزاد هذا الكلام من إعجاب المغفل بالمحتال مرةً أُخرى وهو يقولُ له : “أنا أتفقُ معك تماماً ياصديقي، ولكن ما سببُ كلامك هذا؟” فقال المحتال : “أليس هنالك ما تُخبرني به؟” فأحس المُغفّلُ بالإحراج وهو يقولُ للمحتال : “إليك ياصديقي ما حدث..” وشرع المُغفل بإخبار المحتال بشأن الكيس المليء بالدنانير وأنّه عثر على 1000 دينار، وأخبر المغفل صديقه المحتال بأنّه سيتقاسمها معهُ كما اتّفقا.
ولكن بالطبع لا يُريدُ المحتال أن يحصل على نصف المبلغ، بل يُريدُ الألف دينارٍ كاملةً غير ناقصة، ففكّر قليلاً ثم قال للمحتال : “لا ياصديقي، لن نتقاسم المبلغ، فنحنُ لا زلنا في البداية، وكلُّ ما سنفعلهُ هو أن نضع الكيس تحت تلك الشجرة هناك، ونتركه لوقت الشدّة، فإذا ما احتاج أحدنا المال ذهب إلى الآخر وأخبره، ثُمّ نقومُ بإخراجه سويّاً..ولكن سيكونُ هذا سرّنا يا صديقي فلا تُخبر به أحد”.
وبعد أن اتّفق الاثنين، عاد كلٌّ منهما للقرية وقد فاضت جيوبَهما من كثيرة المال والربح من التجارة، ولم يمضِ سوى يومٌ حتى ذهب المحتالُ إلى الشجرةِ وأخذَ الكيسَ الذي يحتوي على الدنانير، ومرّت الأيامُ والشهور حتى احتاج المُغفّل إلى المال، فأتى صديقه المحتال وأخبرهُ بحاجته للمال وأنّهُ بحاجةٍ لإستخراج المالِ من تحتِ الشجرة.
وما أن وصلا الشجرة، حتّى بدآ بالحفر سويّاً وعندها لم يجد المُغفّل أيّ مال، فصاح بالمحتال وهو يقول : “هل يُعقلُ بأنّك قد خُنتني وأخذت المال من دون علمي” فأخذ المحتالُ هو الآخر يصرخُ بوجه المغفل وهو يقول : “ماذا تقول أيُّها الرجل؟” فقال المُغفّلُ : “إذاً أخبرني أين المال؟ لقد أعطيتُك الأمان ووثقتُ بك، ولا أحد سوانا يعلمُ بهذا المكان” فردّ المغفّلُ وهو يُدافع عن نفسه : “لستُ الفاعل” وأخذا يتشاجران حتى قرّرا أن يذهبا للقاضي.
وما أن وصلا القاضي، حتّى بدآ بالشّجار وظلّا يشرحان للقاضي قصتهما مع الكيس ويُلقي كلٌّ منهما اللوم على الآخر ويتّهم كلٌّ منهما الآخر بسرقته، وهنا قال المُخادعُ المحتالُ للقاضي : “هذا الرجلُ قد أخذ مالي ياسيدي” فقال المُغفّل : “وكيف ذلك والمالُ لي أيُّها الرجل، ولو كنتُ أريدهُ كاملاً ما أُكنت أخبرتك بقصّتهِ منذ البداية” وهنا نطق القاضي قائلاً للمخادع : “هل لك من شاهدٍ على كلامك؟” فردّ المحتالُ قائلاً : “نعم ياسيدي، إنّ الشجرة التي وضعنا تحتها المال هي الشاهد على ما أقول”.
فاستعجب القاضي من كلام المحتال وهو يقول : “وكيف تشهدُ الشجرةُ على كلامك” فقال المحتالُ: “دعنا نأتي الشجرةَ ياسيدي لترى بنفسك” وكان المحتالُ قد أخبر والده بأن يدخل الشجرة حتى إذا ما حضر القاضي وسألها من السارق يتكلّم وكأنّه الشجرة.
وأراد القاضي أن يُسايرهُما ليرى كيف ستكون النهاية وذهبوا جميعاً إلى الشجرة، وهناك قال القاضي مُوجّهاً كلامهُ للشجرة : “إذاً فلتُخبرينا أيّتها الشجرة من هو السارق الحقيقي لكيس الدنانير؟” فأجابته الشجرةُ قائلةً : “إنّه المغفل ياسيادة القاضي” وفي تلك اللحظة فطِنَ القاضي إلى ما يحدث وأمر على الفور بإحراق تلك الشجرة.
وما أن سمع والد المحتال بكملة “حرق الشجرة” حتى خرجَ منها وهو يصرخ ويقول : “لا أُريد أن أُحرق، ساعدوني” فأمر القاضي على الفور باقتياد الجميع إلى المحكمة وهناك أمر المخادع بأن يردّ المال للمُغفّل مع الغرامة والحبس له ولوالده ليصير عبرةً لكُلّ محتال.
قصص اطفال قبل النوم طويلة ومشوقة – قصة الأنف العجيب ?
قصة المحتال وأهل القرية – قصة الثعلب والذئب
نعرفّ جميعاً أصدقائي دهاء الثعالب ومكرها الشديد، فالثعالب بطبيعتها حيوانات انتهازية استغلالية تحبُّ استثمار تعب الآخرين لمصالحها الشخصية، على عكس الذئاب تماماً فهى حيواناتٌ قويّة، تسعى جاهدةً وراء رزقها ولا تعتمد إلّا على نفسها..
والعجيبُ أنّهُ في قصّتنا لهذه الليلة إتّفق أحد الثعالب وأحد الذئاب أن يصيرا أصدقاء ويعيشا سويّاَ، وتعاهد الاثنان على المحبة والتعاون فيما بينهما.
وانطلق الثعلبُ والذئبُ داخل الغابة بعد تعاهدهما على التعاون والوفاء، وذلك ليجد كلٌ منهما مكاناً يأويه في الغابة الكبيرة، وتفرّق الاثنين عند نُقطةٍ في مُنتصف الغابة كُلٌ منهما باتجاهٍ عكس الآخر.
فصديقُنا الذيبُ قد عثرَ على بيتٍ مكوّن من غُرفةٍ مبنيّةٍ من حجارةٍ صلبةٍ قويةٍ ذات سقفٍ من الحديد الصلب وأبوابٍ قويّةٍ من الخشب، فقلد كان البيتُ في الأساس لمجوعة صيّادين، قد تركوهُ وراءهم لرحيلهم لمكانٍ آخر يكثُر فيه الصيد.
ففرح الذئبُ كثيراً وحمد الله على هذه الغرفة القويّة والمتينة، ومن طيبة قلب صديقنا الذئب، تذكّر صديقه الثعلب وقال في نفسه “يالجمال هذا البيت، إنّه يسعُني أنا وصديقي الثعلب”، وحينما زار الذئبُ صديقهُ الثعلب وجده قد عثر على غُرفةٍ خربةٍ ضعيفةٍ لا تصلُحُ للحياة فيها، واقترح الذئب على الثعلب أن يعيش معهُ في بيته القوي، وبالفعل .. ذهب الثعلب مع الذئب لبيته، وتفاجىء بمجالِ واتّساعِ وقوّةِ تلك الغرفة.
وحينها أدرك الثعلب المكار بأنّ هذه الغرفة هي خيرُمكانٍ يحميه من برد الشتاء وحرارة الصيف، فأرادها الثعلبُ لنفسه كثيراً وبدأ بتنفيذ خطّته الماكرة للإستيلاء على هذا البيت القوي من الذئب المسكين، فقال لهُ: يالحظّك السيء يا صديقي الذئب! هذه الغُرفة لن تُساعدك إذا تعرّضت لهجوم البشرِعليك.
فقال الذئب: وكيف ذلك..؟ فردّ الثعلبُ قائلاً: إذا تعرّضت لهجومِ إنسانٍ وانت نائمٌ فكيفَ ستُخرجُ نفسك من هذه الغرفة؟ فهذه الغرفة مُحكمة من جميع الجوانب، فردّ الذئبُ قائلاً: وما الذي يإمكاني فعلهُ يا صديقي؟.
ردّ الثعلب: يُمكنك أن تأخُذ انت غرفتي فهى بلا سقف ولا أبواب، كما أنّها بفتحاتٍ كثيرةٍ في جُدرانها تُساعدك كثيراً في الهروب إذا ما تعرّضت لهجوم، وأنا على استعدادٍ أن آخذ غرفتك هذه، فصدّقه الذئبُ وهو يقول له: جزاك الله صديقي كلّ الخير..ولكن ماذا عنك؟ فأجابه الثعلب المكار: “لا تخف عليّ يا صديقي، فأنت تعلم بأني أستطيعُ أن أتدبّر أمري جيّداً، المهم أن أجدك آمنا وسعيداً”.
ويافرحة ما تمّت، ففي أول ليلةٍ للذئب في بيت الثعلب، هبّت عاصفةٌ قويةٌ وبدأت الأمطارُ بالهطول، حتى امتلأت غرفةُ الذئبِ الجديدةِ بالمياة، وأصابته رعشةٌ قويةٌ من شدةِ البرد، وقضى أسوأ ليليةٍ في حياته في بيت الثعلب المكّار.. وعلى النّقيض تماماً..
بات الثعلبُ في بيت الذئب تلك الليلة في هدوءٍ وسلام، السّقفُ المتينُ من فوقهِ يحميه من المطر، وأبوابها الخشبية القوية تحميه من أي خطرٍ في الخارج، وهكذا أمضى الثعلب أجمل لياليه.
وفي صباحِ تلكَ الليلة العاصفة وبعد أن هدأت الأجواء، ذهب الثعلب المكار ليرى ما حدث للذئب، فوجدهُ مُلقاً على الأرض يرتجفُ من شدة البرد، وقد ابتلّ جسده وأصابه البرد الشديد، فأسرع الثعلب المكّار وأشعل ناراً ليُدفئ الذئب قائلاً له: “لما لم تأتني بالأمس ياصديقي؟، لقد انتظرتك طويلاً”..
وما كان من الذئب المسكين إلّا أن شكر الثعلب على مُساعدته، والمسكين يُصدّقه فيما يقول، حتى ارتاح من عناء تلك الليلة التي لن ينساها الذئبُ أبدا، وخرجا معاً إلى البرية ليصطادا معاً ما يملأُ بطونهما الفارغة.
وأثناء تجوالهما في الغابة بحثاً عن صيدٍ لذيذ، إذ بهما يتفاجئان من وجود قطيعٍ من الأغنام، فهجم الذئبُ الشرس وتمكّن من اقتناص أحد الأغنام الثمينه بين أنيابه القويّة، في حين أنّ الثعلب المكار لم يستطع إلّا الحصول على حَمَلٍ صغير لا يُسمنُ ولا يُغني من جوع، وبعد أن عاد الاثنين، لاحظ الثعلب المحتال ما تمكّن الذئبُ من اصطياده.
فقرّر أن يحتال على الذئب المسكين من جديدٍ قائلاً له: “ما هذا الخروف الضعيفُ الذي بين يديك أيُّها الصديق؟ صدّقني لن تجد فيه سوى الصّوف الغزير، كما انّ لحمه قاسٍ عليك ، وانت لا زلت مُتعباً من الليلة الماضية، أمّا حَمَلي الصغير، فلحمه لذيذ وطري وخفيفٌ على معدتك”.
وأكمل الثعلبُ المحتال كلامهُ الخبيث قائلا: “وإنّي مستعدٌ أن أُبادلُك إياه إكراماً لك ولصداقتنا الطويلة”، وقبل الذئبُ المسكين الحمل الصغير، وحينما شرع في أكلهِ لم يجد فيه سوى العظم والجلد وقليلٌ من اللحم، في حين أنّ الثعلب قد استمتع كثيراً بتناول ذلك الخروف الثمين وحده.
لم يملأ ذلك الحمل الصغير الهزيل معدة الذئب، وحينما شكا جوعه لصديقه الثعلب ردّ عليه قائلاً: “إذاً فلنبحث سويّا عن صيدٍ جديدٍ يسُدُّ جوعنا”، فخرجا إلى قريةٍ كانت بالجوار وصادفا زريبةً بها غنماً وبقراً كثيراَ، وكان بابها مُقفلاً، فنظر الثعلبُ المحتال بمكرٍ للذئبِ قائلاً له: “ادخل انت ياصديقي، وانا هنا أحرُسُك من كلاب الحراسة، لانّها إن هجمت علينا معاً سدّت علينا باب الخروج”.
وكالعادة صدّق الذئبُ المسكين كلام الثعلب المحتال وقبل أن يدخل وحده هذه الزريبة، وحينما كان بالداخل وقبل ان يقتنص أي فريسة، أدركه أحد كلاب الحراسة وعوى الكلبُ عِواءً أسمع كُلّ من في القرية، وحاصر أصحاب الزريبة الذئب بالداخل وأوسعوهُ ضرباَ مُبرحاً، في حين ان الثعلب ما ان ادرك عواء الكلب إلّا وفرّ هارباً بعيداً، وصديقنا الذئبُ المسكين قد كُسرت قدماهُ، ولم يستطع الفرار منهم إلّا بصعوبةٍ كبيرة، واهل القرية وراءه يُريدون قتله.
وبعد عناءٍ شديد تمكّن الذئبُ أخيراً من الفرار من أهل القرية والابتعاد عنهم، وهو يصيحُ ويعوي ويصرُخُ من شدة الألم ومما لحقه من اهل القرية، والثعلب المحتال المكار قد فرّ بمُفرده تاركاً الذئب وراءه يأخذ نصيبهُ من الضرب المُبرح، ونجا بجلده وعاد بمفرده إلى بيته مرتاح البال، وهنا أدرك أخيراً الذئب طيب القلب إلى كل تلك الحيل التي نفّذها الثعلب من استغلالٍ له والاستحواذ على طعامه وأخذ بيته وإعطائه البيت الخرب، وقال في نفسه “عليّ أن أتنبّه من الان فصاعداً لحيل ذلك الثعلب المكار المحتال”.
وفي صباح اليوم التالي، عاد الثعلبُ المحتال من جديد إلى غُرفة الذئب كعادته قائلاً له: “كيف حالك اليوم ياصديقي الغالي؟” فردّ الذئبُ عليه قائلاً: أنا بأسوأ حالاتي كما ترى، فقد ضُربت من قبل أهل القرية بالأمس ضرباً شديداً ولا أستطيعُ أن أحرّك جسدي اليوم، فقال الثعلب: “إنّ ما تعرّضت له من ضربٍ يا صديقي ما هو إلا بسبب جهلك، كان عليك أن تهرب بسرعةٍ منهم كما فعلتُ أنا، ولكن لا بأس عليك، فأحمد الله أنّك لازلت بخير”، وأكمل الثعلبُ كلامهُ قائلاً:”كُلُّ ما عليك فعلهُ هو أن تمكثَ هنا وأنا سأذهبُ للقرية لإحضار شيءٍ نأكله”.
وبالفعل، ذهب الثعلب المحتالُ وحدهُ إلى القرية هذه المرة ولكن قد طال غيابه حتى اشتد الجوعُ بالذئب، فخرج يبحثُ عنه، وبعد عناءٍ وبحثٍ طويل، وجدهُ في فخٍ قد نصبه أحد الرُّعاه ليُوقع به، فذهب الذئبُ إليه قائلاً له:”ما الذي حول جسدك أيُّها الثعلب؟”، فأجابهُ الثعلب:”ما هو إلّا عقدٌ قد أحضرتُهُ من الجبال للزينة”.
ابتسم الذئبُ بعد أن أدرك الحيلة: “انت دائماً رائع ياصديقي، أين يسعُني أن أجد مثل هذا العِقد الجميل؟”، فردّ الثعلبُ المكار عليه: “تعال يا عزيزي وحل هذه العقود عني والبسها انت، فنحنُ أصدقاء وما لي فهو لك!”، عندها ضحك الذئب وكهكه بصوتٍ عالٍ: “ها ها ها، ما هذه إلا أفخاخٌ قد صنعها الرُّعاه ليُقعوا بمن هم مثلك أيُّها الثعلب المحتال، احتفظ بها وليبارك الله لك فيها فلستُ بحاجةٍ إليها”.
ظلّ الثعلبُ مُقيّداً بهذه القيودِ والأفخاخ حتى حضر الرُّعاةُ في صباح اليوم التالي، فشاهدوهُ من بعيدٍ داخل أفخاخهم، فأصابهم الفرح الشديد بالإمساك بذلك الثعلب، وصاحوا قائلين: “نحمد الله على أن أمسكنا بهذا الثعلب اللعين..لقد وقع الثعلبُ في الشرك”، وما أن أمسكوهُ بين أيديهم حتّى انهالوا عليه ضرباً بالعُصِيّ وقذفاً بالحجارةِ حتى قتلوه، وكلُّ هذا وصديقنا الذئبُ يُشاهد ويقول في نفسه: “لن أحزن على موت الثعلب وما أصابه، فلقد خدعني واستغلني أكثر من مرّة وتلك هي نهاية كلّ مُحتالٍ ماكرٍ خبيث”.
قصص طويلة للاطفال مكتوبة قبل النوم – قصة أصحاب الفيل للأطفال ?
قصة المحتال الإنجليزي والسيدة الفرنسية (قصة واقعية في أحد القطارات)
كانت هناك امرأةٌ فرنسيةٌ تجلسُ بجوار رجلٍ انجليزيٍّ بالصدفة في قطارٍ مُتّجهٍ من فرنسا لبريطانيا، ولكن بدا القلقُ والتوترُ على تلك المرأةِ الفرنسية فسألها الإنجليزيُّ قائلاً : “لم تبدين قلقةً ياسيدتي؟” فقالت المرأة : “إنّي أحملُ معي من الدولارات ما يفوق المُصرّح به وهي 10,000 دولار”.
فقال الإنجليزيُّ لها : “فلتقسمي ذلك المبلغُ بيننا، فإذا ما قبضت عليك الشُّرطة الفرنسية أو قبضو عليّ نجوت بالنصف الآخر، واكتبي لي عنوانك ياسيدتي لأُعيد لكي النصف الآخر عند وصولنا لندن” وبالفعل لم تجد المرأةُ حلّا آخر سوى ما اقترحه ذلك الإنجليزيّ وأعطتهُ نصف المبلغ.
وما أن اقترب وقتُ التفتيشِ حتّى أصبحت المرأةُ الفرنسية أمامَ الرّجل الإنجليزيّ، ومرّت المرأةُ بدونِ مشاكل بعد التفتيش، وهنا صاح الرجل الإنجليزيّ قائلاً : “ياحضرة الضابط ! تلك المرأةُ تحملُ معها 10,000 دولار نصفها معي والنصف الآخر معها، وأنا ياسيدي ما تعاونت معها إلّا من أجل بلادي، فأنا لا أخون بلادي أبداً، وهذا لأثبت لكم حبّي لبريطانيا العُظمى”.
وفعلاً قامت الشُّرطة بإعادة تفتيش المرأة من جديد وعثروا أخيراً على المبلغ وقاموا بمُصادرته، وهناك تحدث الضابط عن الوطنية وعن ضرر التهريب على اقتصاد البلاد، وشكروا الإنجليزيّ كثيراً وعبر القطار لبريطانيا..
ولم يمضِ سوى يومين حتّى تفآجئت المرأةُ الفرنسية بنفس الرجل الإنجليزيّ الذي وشا بها أمام الضابط يقفُ أمام بابها، فقالت لهُ المرأةُ : “يالك من شخصٍ وقح ويالجُرأتك! مالذي تُريدهُ منّي الآن؟” فناولها الرجل ظرفاً يحوي 15,000 دولار.
وقال لها ببرودٍ شديد : “هذه أموالك مع المُكآفئة، فما بدر منّي أمام شُرطة القطار ما هو إلّا إلهاءٌ لهم عن حقيبتي والتي تحوي الثلاثة ملايين دولار وكنت مُضطّراً لأن أحتالَ عليهم”.
والعبرة من هذه القصة أصدقائي : “أحياناً الشخص الذي يدّعي الشرف والوطنيّة هو اللص الحقيقي”.